أعلن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، في ندوة صحفية عقب اختتام الدورة الرابعة للحوار الاستراتيجي المغرب-المملكة المتحدة، التي عُقِدَتْ اليوم الثلاثاء في الرباط، أن المغرب يرحب بالموقف الإيجابي للمملكة المتحدة حول قضية الصحراء المغربية، وأنه يثمن دورها البناء في إطار مجلس الأمن للأمم المتحدة، كعضو في فريق أصدقاء الأمين العام المعني بقضية الصحراء المغربية، وكعضو دائم داخل مجلس الأمن، مشدداً على أهمية التعاون بين المغرب والمملكة المتحدة في التصدي للتحديات الإقليمية والدولية. كما أعلن بوريطة عن الاتفاق على تعزيز التنسيق بين البلدين حول هذه القضايا في المحافل متعددة الأطراف.
وأعرب المتحدث عن تعهدهم بتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين المملكة المغربية والمملكة المتحدة من خلال دعمهم للأمن والتنمية في إفريقيا، وتعزيز الأمن والتعايش في الشرق الأوسط، ودفع مصالحهم وقيمهم في إطار المنتديات متعددة الأطراف، مثل مجلس حقوق الإنسان والجمعية العامة للأمم المتحدة، بالإضافة إلى التنسيق المتقدم بين البلدين.
وأضاف المتحدث أن آلية الحوار الاستراتيجي تعبر عن إرادتهم في خلق شراكة استراتيجية، وتوفر فرصًا للوقوف عند الفرص والمشاريع والمبادرات التي تساهم في تعزيز الإرادة المشتركة بين البلدين في هذه الشراكة الاستراتيجية القوية.
وأشار المتحدث إلى الحرص المستمر من الملك محمد السادس على التنسيق المتقدم مع المملكة المتحدة في جميع القضايا، وتطوير هذه العلاقة في جميع المجالات، وأعرب عن أمله في أن يكون الحوار الاستراتيجي الرابع بين البلدين “رسالة للفاعلين الآخرين في هذه العلاقة بأن هناك رغبة مشتركة للحكومتين في تطوير هذه العلاقة لتحقيق أهدافها وتعزيزها”.
كما أكد وزير الشؤون الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، أن الجولة الرابعة من الحوار الاستراتيجي المغربي البريطاني تأتي في سياق إيجابي للعلاقات بين البلدين في كافة المجالات، وأشار إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين المملكتين متجذرة وتعود لقرون. وأوضح بوريطة أن المملكة المغربية طورت علاقاتها مع المملكة المتحدة بتعليمات من الملك، ووصف هذه العلاقات بأنها استراتيجية وقوية في جميع المجالات، وذلك يتجلى في الزيارات المتبادلة على أعلى المستويات والتنسيق في مجموعة من القضايا والحوار الدائم حول القضايا الإقليمية والدولية.
وبالنسبة للجانب الاقتصادي، أوضح وزير الخارجية أن المملكة المتحدة شريك اقتصادي استراتيجي للمغرب، وأشار إلى أن المبادلات التجارية الثنائية تضاعفت ثلاث مرات خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وأشار بوريطة إلى أن مشاركة المملكة المتحدة كضيف شرف في المعرض الدولي للفلاحة بمكناس الأسبوع الماضي تعد دليلاً على هذه الدينامية الجديدة في العلاقات الثنائية، وأضاف أن هناك رغبة كبيرة في تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية وتنمية الاستثمارات البريطانية في المغرب، وأن المملكة المغربية ترحب بذلك وستساند إرادة المستثمرين البريطانيين في العديد من المجالات مثل الاقتصاد النظيف والطاقات المتجددة.
سجّل بوريطة تطوراً في العلاقات بين المغرب والمملكة المتحدة على المستوى الإنساني خلال السنوات الأخيرة، وذلك بعد توقيع اتفاق في مجال التربية والتعليم في عام 2018. ويدل ذلك على أن هذا المجال مهم للتعاون، وعلى رغبة المغاربة في الاستفادة من تجربة المملكة المتحدة في مجال التعليم. وأكد الوزير أيضًا التطور الكبير في التعاون السياحي بين البلدين، حيث تم تشغيل 52 رحلة جوية أسبوعية بين المغرب والمملكة المتحدة، والهدف هو وصول مليون سائح قادم إلى المغرب من المملكة المتحدة.
وتحدث الوزير أيضًا عن التعاون الأمني والعسكري، وزيارات وفود من البرلمان البريطاني إلى المملكة المغربية، بما في ذلك إلى الأقاليم الجنوبية. وختم بوريطة حديثه بتأكيد توجه جلالة الملك في جعل المملكة المتحدة شريكاً استراتيجياً قوياً للمغرب في جميع المجالات، وأن الحوار الاستراتيجي الرابع يعكس تحقيق الكثير ولكن هناك طموح لتحقيق المزيد في كل المجالات.