المجال الفني الحقيقي يجب أن يكون فاعلا في الواقع غير منفعل به ولكن السؤال المطروح عن أي نوع من الفعل نتحدث؟
بالحديث عن المغرب هل فعلا نستطيع الحديث عن فن مغربي أم فقط هناك فنانون مغاربة لم يستطيعوا أن يؤسسوا لأنفسهم فعلا ابداعيا خاصا بهم كما فعل الغريبون الدين غاصوا في اعادة تشكيل ذواتهم الفنية بعيدا عن المتاهات المثيرة والفكر التسويقي المبتذل في جوهره والمدمر لتجليات الهوية واركانها المتعددة…
الفنانون والفنانات هم بؤرة اهتمام الجميع، فأفعالهم وتصريحاتهم وأحاديثهم مرصودة من قبل المجتمع من خلال أعين وسائل الإعلام، وهذا يحتم عليهم التأني في كل شيء يفعلونه أو يقولونه.. لكن هذا الطرح النشاز هو مابات يقاس عليه اليوم في كسب المساحات الجماهيرية الواهية…فنجد ان فنانين تناسوا اعمالهم وارتجوا في هذا المستنقع البابراتزي القذر واخرون لا نعرف شيء عن اعمالهم سوى خرجاتهم الكلامية وتراشقهم اللفظي مع اقرانهم…
وعن هذا وذاك سنتساءل بخبث عن ماهية هذه الخرجات ومدى استفادة الفعل الوطني منها.. فبماذا سنستفيد من خرجات عادل الميلودي وردود موس ماهر عليه!!!!…وماذا سيضيف لنا هجوم سعيدة شرف على دنيا باطما وسيمو بنبشير ورد هذا الاخير عليها!!!!! كيف سيقنع هؤلاء الضمير المهني انهم يغذون الوطن برسالتهم الفنية ويتفاعلون ايحابيا مع ارهاصات المجتمع وحراكه الثقافي!!!!
للوطنية مفهوم عميق لا يقبل التجدر العنتري بقدر ما يقبل ضمنيا الفعل في جميع ابعاده ومنها رسالة الفن التي تنبغي ان تكون سامية فاعلة في الواقع وغير منفعلة به وموجهة للاعلام المتشدق والمغذي لمثل هذه الظواهر وغير موجهة( بفتح الهاء) به، وذلك ان قدر الفنون كونها قاطرة للنهضة وليس ومجالا للتكسب البرغماتي والمدمر في جله للهوية المغربية.
فيجب على الفنانين ان لا يتناسوا ان وطنهم يترجى منهم جميعا المساهمة كل من بوابته في تهذيب الذوق الفني و مجابهة العبث الذي تغديه انتهازية الصيارفة الجدد …وذلك لتقاسم كل ما هو جميل في ظل هذا الانحباس الأرعن …وان يثاروا لنا بتقاسم اي محفل أنيق يتغنى بالحرية وومضات الابداع ..مع أصحاب الذوق الرفيع ومع الحالمين بغد مشرق يحفل بفنانين زاهدين في الاضواء وفاعلين بتواضع لاجل وطنهم.
