تشهد كلية الطب والصيدلة بالعيون وضعًا كارثيًا وغير مسبوق، يضع المؤسسة على شفير أزمة تهدد سمعتها واستقرارها. فقد تراكمت اختلالات خطيرة على المستويات الإدارية والمالية والبيداغوجية، ما أثار غضب الأساتذة والموظفين والطلبة على حد سواء.
منذ انتهاء ولاية العميدة في شهر يوليوز الماضي، ظلّت الكلية بلا قيادة حقيقية، ولم تكلف الوزارة أي شخص بتسيير النيابة إلا يوم 11 شتنبر، أي بعد شهرين كاملين من الفراغ الإداري. ومن المعروف أن العميدة السابقة لجأت شخصيًا إلى التوسل لدى الوزارة وأعيان الشرفاء الصحراويين لإعادتها إلى منصبها، إلا أن محاولاتها لم تُفض إلى أي حل، تاركة الكلية في فراغ إداري عميق.
وعلى الرغم من انتهاء ولايتها، استمرت العميدة في توقيع المراسلات وحضور اجتماعات مجالس الجامعة، في خرق صارخ للقانون، ما يجعل كل القرارات والمقررات محل طعن وفاقدة للمشروعية. علاوة على ذلك، كانت زياراتها للكلية متقطعة، لا تتجاوز يومًا واحدًا كل أسبوعين، مع استفادتها من تنقلات جوية ومصاريف فنادق ومطاعم ممولة من ميزانية المؤسسة، وهو ما يثير تساؤلات قوية حول استغلال المال العام.
الأمر الأخطر يتعلق بانتشار شبهات رشوة ومحسوبية في مباريات الولوج إلى الكلية ومباريات توظيف الأساتذة والموظفين، وهو ما يمس مبدأ تكافؤ الفرص ويشكك في نزاهة المؤسسة التي يفترض أن تكون قدوة في الأخلاق والمسؤولية.
تضاعفت الأزمة بعد استقالة الكاتب العام في ظروف غامضة، بالتزامن مع إعفاء رئيس الجامعة السابق، في وقت يشعر فيه الأساتذة الباحثون بتهميش متعمد، إذ يتم استقدام محاضرين من خارج الكلية مقابل نفقات باهظة، في حين تُترك كفاءات المؤسسة الوطنية معطلة عن أداء دورها










التعليقات - فضائح كلية الطب والصيدلة بالعيون: غياب القيادة، استقالات، وشبهات فساد تهز الجامعة :
عذراً التعليقات مغلقة