د.عنبي يفتتح السنة الجامعية للماستر بمحاضرة حول “إفريقيا في فكر الملك الراحل الحسن الثاني”

بلوس243 نوفمبر 2020آخر تحديث : منذ 3 سنوات
بلوس24
متفرقاتمميز
د.عنبي يفتتح السنة الجامعية للماستر بمحاضرة حول “إفريقيا في فكر الملك الراحل الحسن الثاني”

 

نظم ماستر الديناميات المجتمعية عبر حدودية المغرب ودول الغرب الإفريقي، درسا افتتاحيا بمناسبة انطلاق الموسم الجامعي 2020-2021، وذلك يوم الخميس 22 أكتوبر 2020، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير، من تأطير وبإشراف منسق الماستر الدكتور عبد الرحيم عنبي.

      وكان موضوع الدرس الافتتاحي “إفريقيا في فكر الملك الراحل الحسن الثاني، بهدف وضع الطلبة ضمن إطار الماستر، الذي يعد مشروعا استثنائيا لتكوين أطر قادرة على بلورة أفكار تنموية، تصب في استيراتيجية المغرب تجاه افريقيا. وكذلك هي فرصة للتعرف على فكر الملك الراحل الحسن الثاني،باعتباره فاعلا سياسيا ومهندسا للعلاقات المغربية الإفريقية، فما هي أبرز المجهودات التي قام بها الملك الراحل لتوحيد إفريقيا؟ وكيف يتصور هذا الأخير قارتنا؟

     استهل الدكتور عنبي محاضرته، بالتذكير أن الملك الراحل الحسن الثاني هو ابن الحركة الوطنية، ولذلك يعد الرجوع للتاريخ مهما لإبراز كافة الجهود التي طبعت مرحلة حكم الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه، بدءا بدوره في تحرير دول إفريقيا، إلى مساهمته اقتصاديا في مواجهة الركود الذي عانت منه هذه الدول.

      إن الأهمية التي تطبع علاقتنا مع دول الغرب الإفريقي، ترجع إلى روابطنا التاريخية والحضارية والثقافية والدينية، وفي هذا الصدد تحدث الدكتور عبد الرحيم عنبي عن الدينامية الدينية التي شهدتها هذه العلاقة منذ القرن 10، فالمغرب ساهم في نشر الإسلام بهذه الدول، وتعد الحركة الصوفية أبرز تجلي لهذه الدينامية الثقافية، من خلال الزوايا والتظاهرات الدينية، ناهيك عن استعمالاتها الدبلوماسية، والامتدادات الرمزية التي تكسر الحدود، وتوجه المغرب وإفريقيا نحو مصير مشترك.

     وسلط الدكتور عنبي الضوء على المواقف السياسية التي اتخذها الملك الحسن الثاني، كاستكمال لمسار تابت نهجه قبله الملك الراحل الملك محمد الخامس طيب الله ثراه، باعتباره محرر المملكة وتبقى ذكراه راسخة في فكر المغاربة على مر التاريخ. فمنذ استقلال المغرب سنة 1956، عمل الملكان على تحرير الشعوب الإفريقية ومؤازرتها واحتضان عملها النضالي، استحضارا للإرث التاريخي المشترك قبل أن تعصف رياح الاستعمار على الشعوب الإفريقية، وكذا الأفق الواعد الذي ينتظر قارة موحدة، وبمستقبل مشرق يحمل الازدهار والنهضة لشعوب نالها التدخل الأجنبي.

    وعمل الراحل الحسن الثاني منذ توليه الحكم في فبراير 1961 على استكمال المسار الذي بدأه والده، أولى اهتماما كبيرا لتحرير واستكمال الوحدة الافريقية، كما عمل على تمتين أواصر التضامن مع الحركات التحررية في البلدان الإفريقية، من قبيل أنجولا، وغينيا بيساو، والرأس الأخضر، والموزمبيق، وساو تومي، وبرنسيب…  وفي السياق نفسه، أي في سياق هذا الدعم اللامشروط لإفريقيا،  استقبل الملك الراحل نيلسون مانديلا، في إطار “المؤتمر الوطني الإفريقي”، الذي جاء مبعوثا لطلب الدعم المغربي، وخاصة العسكري والمالي، وقد وثق هذا الحدث في تصريحات الدكتور الخطيب، وكذا في الخطاب الذي ألقاه الزعيم الإفريقي مانديلا خلال  مهرجان شعبي، إزاء توليه الحكم بجنوب إفريقيا.

     واستكمالا لتضحيات الراحل الحسن الثاني سار جلالة الملك محمد السادس نصره الله على نفس المنوال وبرؤية جديدة  لتجديد دماء العلاقة المغربية الأفريقية، من خلال العمل على إنضاج الخيار الإستراتيجي الرصين لهذه العلاقات، وتجسد هذه الروية المبدعة للعلاقات المغربية-الإفرقية، التي يقودها الملك محمد السادس نصره الله، توليفة، خلاقة لمشروعين متواترين متكاماين للنهوض بإفريقيا، وقبله كما سلفنا مشروع محمد الخامس القائم على جدلية التحرير والوحدة، في شروط الكفاح من أجل الانعتاق من رقبة الاستعمار، ومشروع الحسن الثاني القائم على مبدأ استقلالية القرار الإفريقي في شروط النضال لاحتواءالتداعيات السياسية والجيوسياسية.

      فمنذ استقلاله التزم المغرب كما جاء على لسان الدكتور عنبي بجعل التعاون مع أفريقيا خيارا استراتيجيا وتقوية وتعزيز علاقات متعددة الأطراف مع بلدان القارة السمراء بهدف إقامة شراكة حقيقية يكون الجميع فيها رابحا بما يدعم التعاون جنوب-جنوب ويفتح أفاقا واسعة للتنمية المستدامة والتضامن.

     وتعكس جولات العاهل المغربي العديدة إلى عدد من الدول الإفريقية هذا الالتزام المغربي وانخراط الرباط في دعم التنمية في القارة المهمشة رغم إمكانياتها ومواردها الطبيعية والبشرية الهائلة، ويركز المغرب في علاقاته مع البلدان الإفريقية على دعم وتقوية تعاونه الثقافي والاقتصادي والتجاري مع أغلب دول إفريقيا جنوب الصحراء وذلك في إطار ترسيخ شراكة استثنائية عريقة ومثمرة مع هذه الدول والتي تنفتح يوما بعد يوم على أفاق جديدة واعدة، كما يقول مراقبون، وهو ما نجح المغرب في تحقيقه الكثير منه بفضل زيارات ملكية مماثلة في مناسبات سابقة.

      ومكنت زيارات الملك محمد السادس إلى الدول الإفريقية المتعددة من توقيع الكثير من الاتفاقياتالهامة مع العديد من هذه الدول طالت مختلف القطاعات، وعادة ما تتميز هذه الزيارات بإطلاق المغرب لمبادرات إنسانية واجتماعية تمثلت بالخصوص في تقديم مساعدات ملموسة للمواطنين المحليين في ميادين الصحة والتنمية البشرية.

    وفي ختام أعمال الدرس الافتتاحي أكد السيد عنبي أن المسيرة الأفريقية للمغرب مستمرة وباتت جزءا من الثوابت في السياسة التي تتبعها، من هذا المنطلق يعمل المغرب على إضفاء طابع رسمي على رغبته في الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا، مؤكدا السعي الدائم للمغرب للتمسك بكل حقوقه في قضية الصحراء المغربية، كما أكد متحسرا على الضعف الأكاديمي وفراغ الدرس الجامعي من القضايا الأفريقية وتاريخها، محفزا الطلبة على الانكباب على  تاريخ أفريقيا العميقلمعرفة الجذور الحقيقية لقارتنا أولا ومن تم الدفاع عنها.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة