أكاديمية سوس ماسة.. الخطاب في واد وواقع مشاريع القانون الاطار في واد آخر!

بلوس242 أبريل 2021آخر تحديث : منذ 3 سنوات
بلوس24
متفرقات
أكاديمية سوس ماسة.. الخطاب في واد وواقع مشاريع القانون الاطار في واد آخر!

يبدو أنه مع توالي الأيام ما يزال بعض مسؤولي أكاديمية سوس مسة لم يستوعبوا بعد الدروس المستخلصة من اللقاء التنسيقي ليوم 22 مارس 2021 الذي ترأسه الوزير امزازي ووالوالي، متبوعا بلقاء المساء مع رؤساء مشاريع تنزيل القانون الإطار الذي ترأسه الكاتب العام لقطاع التربية الوطنية، بعدما طفح الكيل وتعرى الواقع وشمت في الأكاديمية الأصدقاء قبل الأعداء.

في كلمته الختامية، قدم وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي سعيد أمزازي لأكاديمية سوس ماسة إشارات بليغة، وقال إن أمام الأكاديمية رهانات كبيرة منها القضاء على البناء المفكك وتوفير المرافق الصحية وتسييج المدارس، انتظارات كبيرة تتطلب الحزم والعزم وتسريع أجرأتها في آجال محددة”.

وبالرجوع إلى عرض مدير الأكاديمية الذي غلب عليه اسلوب التلعثم، وأثار استغراب من تابعوا وحضروا، بسبب ارتباكه ودهشته وخوفه على مستقبله (ما بعد التقاعد)، قال إن تنزيل مشاريع أحكام القانون الإطار سيتم من أجل التمييز الإيجابي وأن المؤسسة نقطة الارتكاز، والترشيد، وخلق مناخ تعبوي شامل.

ولنفهم حقيقة ما يقع في سوس مسة بعد لقاء 22 مارس بكل تجريد وهدوء، فلا بد للرجوع للرسائل التي راجت في الاجتماعين الأول والثاني، وشفراته التي فك طلاسيمها ثلة ممن يفهمون حقيقة ما يجري ويدور في سوس مسة، ووضعية الارتباك التي تعيشها المشاريع الثمانية عشر، التي عرى الاجتناع الثاني مع الخبير يوسف بلقاسمي ما يقع من فوضى وعبث.

فنا يؤلم التلميذ السوسي والماسي الذي لم يصله أي حق ولا حظ له، وهو ما يعترف به نساء ورجال التعليم في الواقع، اللهم لقاءات واجتماعات يتم نشر صورها على صفحة الأكاديمية على “الفايسبوك”. اجتماعات يقول عنها المختصون لا تبقي ولا تذر ولا تنفع ولم تغير شيئا من واقع الأرقام والمؤشرات ومن حقيقة التدبير الذي يتألم منه الجميع، بمن فيهم الأسر، ويذهب ضحيته التلاميذ الأبرياء، ويغرقوت في بحرالهدر المدرسي وقساوة ظروف التمدرس والايواء بالداخليات، بمؤسسات تعليمية بلا ماء ولاكهرباء، ولا أنترنيت ولا تجهيز ولا وسائل ديداكيتكية، دون نسيان مشاريع المؤسسات التعليمية التي تمثل نسبتها دون الحديث عن محتواها وطبيعتها الأضعف بين أكاديميات المملكة كما فضح ذلك المنسق الوطني في لقاءه مع رؤساء المشاريع مساء يوم 22 مارس 2021.

من أجل تحليل ما جادت به قريحة مدير أكاديمية سوس مسة من مرتكزات تنزيل مشاريع القانون الاطار 51.17. نحللها ونرصدها بأرقامه ومؤشراته التي نشرها وتعكس حقيقة الوضع المؤلم والمقزز الذي فاحت روائحه، وتجاوزت باب الرواح، والتي نورد جزء منها كما يلي.

يان: التمييز الإيجابي
أي تمييز إيجابي و46 داخلية وضعيتها مقززة وتحتاج لإصلاحات جوهرية من أصل 68، أضف لذلك أن التلاميذ محرومون داخل أقسامهم من خدمات الربط بالأنترنيت “والفيبروأوبتيك”، ومن تجهيزات العتاد الديداكتيكي لإنجاز الدروس وتحصيل المعارف والعلوم.كما أن الأكاديمية تركت المؤسسات التعليمية بلا اعتمادات القرب، التي تتم مركزتها في الأكاديمية بصفقات جهوية ممركزة يعلم الله سبب ذلك (التفويضات كاتكون غير في التكرفيص، وتفويض تدبير الموارد البشرية وكثرة الأعباء والكورفي).

أي تمييز إيجابي والاشتغال داخل الأكاديمية يتم بمنطق الفردانية والاقصاء واللامبالاة والارتباك والتأخر في الإنجاز وغياب النجاعة في الأداء. وهو ما نجد له تفسيرا في تصريحات الكذب على الأحياء تطلق العنان في كل مكان آخرها (تزويد مؤسسات بقاعات متعددة الوسائط والاتفاقية وقعت قبل أسبوع والصفقات لم تطلق بعد من قبل مجلس جهة سوس ماسة أما الأكاديمية فيعلم الله متى ستطلق ومتى ستنفذ ومتى ستصل إلى المؤسسات التعليمية (طبعا لن يراها الأبناء هذا الموسم الدراسي أبدا).

فواقع الحال المرير دفع بأغلب الموظفين في الأكاديمية والمديريات للتعبير عن رغبتهم في مغادرة مقرات عملهم صوب قطاعات أخرى، أو خارج الجهة التي وصفها قيدوم مديري الأكاديميات بـ”المستنقع”.

فهل التمييز الإيجابي يتجسد في فتح ملف السكنيات في أكادير والسكوت عمن منح لهم مدير الأكاديمية سكنيات، وعلى رأسهم رئيس قسم المالية المستفيد من فيلا حي تالبورجت خارج المذكرة 40، وفوتت مساكن في إنزكان وتيزنيت وغيرها بلا حسيب ولا رقيب؟!

أي تمييز إيجابي مع من يحشد أستاذة ويشجعهم على ترك التلاميذ الأبرياء في الأقسام الدراسية (تحت غطاء المصاحبة والنمودج من انزكان وأكادير) ليحضروا اجتماعات جهوية وإقليمية، ويصوروا ويلتقطون صورا وفيديوهات لتلميع الصورة المهزوزة والممهورة أصلا، والتي عافها حتى من حضروا تلك اللقاءات لحاجة في نفس يعقوب، وأغلبهم من ذوي السوابق (وهي العادة التي دأب عليها)، ومن تيزنيت حيث اتخد المدير المعفى المصاحبة وسيلة لتفرغ كاتب المجلس البلدي لتيزنيت والكاتب الإقليمي لإحدى النقابات إسوة بمتصرف قريب مستشار الوزير الرباح.

التمييز الايجابي الحقيقي يكون في المردودية والعمل والكفاءة والابداع، لا في التزلف والتملق وقول كلشي مزيان، بينما واقع القطاع في سوس مسة بشهادة أهل الدار والزوار يبكي لحاله.

سين: المؤسسة نقطة الارتكاز.
ربما هذا في أكاديمية غير أكاديمية سوس مسة، فأقل من نصف المؤسسات التعليمية لا تتوفر على مشروع المؤسسة ونحن في السنة الثالثة من تنفيذ مشروع المؤسسة. أين الخلل؟ من يتحمل المسؤولية؟ أين البرمجة؟! أين التمويل؟! ما الأثر؟! أي مشروع للمؤسسة ونصف جمعيات الآباء بالجهة غير قانونية أو غير مهيكلة بالمرة؟! أي مشروع للمؤسسة وثلت المؤسسات التعليمية (من أصل 1003) لا تتوفر على مجالس التدبير. كيف يمكن أن تشكل المؤسسة نقطة الارتكاز وثلثا المجالس التربوية التلاميذ غير ممثلون فيها؟!

هل هذا الوضع صحي وصحيح؟ هل بهذا الشكل سننجح الإصلاح؟ هل بهذا الشكل سيتم تفعيل مشاريع القانون الاطار 51.17 الذي تشكل المؤسسة نقطة الارتكاز كما فاه بذلك المدير الجهوي لسوس مسة؟! أم أنه يتجاهل ذلك والهدف هو الترويج لكلمات ودغدغة العواطف ليس إلا والواقع شيء آخر؟!

كراض:الترشيد
الترشيد يتطلب تحديدا دقيقا للحاجيات وترتيب الأولويات كما ينص على ذلك منشور رئيس الحكومة في الاعداد لكل ميزانية سنوية، والرسالة التأطيرية لمديرية الشؤون العامة والميزانية والممتلكات. وعلى مدير سوس مسة أن يوضح للرأي العام ما هي أوجه الترشيد وكم رشد من المال؟! وفيم صرف وكيف أنفق ضمانا للشفافية في صرف المال العام؟! هل الترشيد هو بناء عمارة المليار بمقر الأكاديمية وترك أكثر من 2600 حجرة من البناء المفكك تنتظر دورها حتى ما بعد 2030؟! هل الترشيد هو اللجوء لعقود وصفقات التغذية عبر “ترتورات” وهل فعلا هذه الصفقات تحترم الضوابط الكثيرة التي تؤطر مجال المطعمة؟! ولماذا لم يعمم تجربته ومتزالت المديريا تقتني المواد؟! وما مصير تجهيزات مطبخ التكوين المستمر وتجهيزاته التي يأكلها الصدأ؟ هل الترشيد هو اللجوء لمركزة صفقات التغذية عبر “ترتورات” في التكوين المستمر ليطوف “التريتور” المديريات الإقليمية صباح مساء وكل سبت وأحد بدل اغطاء الاعتمادات للمديريات؟! هل الترشيد هو اللجوء لخدمات “التريتورات” في الداخليات بدعوى التجريب ومن دون ترخيص من المجلس الإداري ويشكل هذا الاستثناء في المغرب؟ هل الترشيد هو أن يجد الموظف في المؤسسة وفي المديرية مكتبا ومقرا مناسبا وتجهيزات تفي بالمطلوب ويتم تكييف بعض مكاتب مقر الأكاديمية التي تكرس التمييز بين الموظفات والموظفين في كل شيء؟!هل الترشيد هو صرف التعويضات المليونية لبعض المحظوظين مقابل 2000 درهم للمغضوب عليهم، والفتات من 400 إلى 600 درهم في المديريات لصغار الموظفين، و 3000 درهم لرؤساء مصالح المديريات (مقابل 15 ألف و 25 ألف بالأكاديمية) الذين يستفيدون من تعويضات المسؤولية وغيرها من التعويضات الأخرى في مشاريع أخرى حسي مسي؟.!هل الترشيد هو عدم توصل رؤساء المصالح والأقسام بلوحات الكترونية من نقاط الوفاء في صفقة العقد للهاتف النقال مع الفاعل في الاتصالات كما يتم في السابق؟!وما مآلها وإلى أين صارت؟! هل الترشيد هو تناوب المهندسين والمقاولين ومكاتب الدراسات ومكاتب المراقبة على صفقات تسييج وتبليط وبناء مراحيض في مؤسسة واحدة (سيأتي ذكر ذلك بالتفاصيل لاحقا؟! هل الترشيد هو السرعة في تثبيت رؤساء مشاريع إقليميا وجهويا وتبرم آخرين من تحمل المسؤولية حتى لا يأتي يوم المحاسبة والمساءلة أم أن في الأمر تهافت على التعويضات واقتسام كعكتها؟! هل الترشيد هو إعادة ما صادق عليه المجلس الإداري وتعديله في ميزانيتي الاستغلال والاستثمار للسنة المالية 2021، مما يعد ضربا بعرض الحائط لكل القوانين والمؤسسات (يكفي مقارنة ما صودق عليه وما يقترح تنفيذه لسنة 2021)؟! هل الترشيد هو هدر الزمن في اتفاقيات شراكة توقع أمام مسؤولين ولا تجد من يتابعها ويتتبعها، وكل واحد يرمي الكرة لغريمه وصاحبه (مثلا شراكات التعليم الأولي منذ سنة 2018 وشراكات أخرى سنأتي على ذكرها لاحقا بتفصيل)؟! هل الترشيد هو خسران الكثير من القضايا أمام المحاكم والتعاقد مع محامي من خارج هيئة أكادير (هيئة مكناس) من دون سبب معقول أو حجة منطقية؟!هل الترشيد هو تأخير الإعلان عن الصفقات في نهاية السنة المالية ولا يتم تنفيذها إلا في زمن متأخر من السنة المالية بعدها، وبالتالي لا تحقق ما رصدت من أجله؟!هل الترشيد هو ضياع عدد من الصفقات غير المثمرة في ميزانيتي الاستغلال والاستمثار؟!هل الترشيد هو اللجوء لسندات الطلب والافراط فيها بسبب سوء البرمجة والتدبير؟! هل الترشيد هو إعادة وإعادة البرنامج المادي لمرات بسبب سوء التخطيط وضعف من يخطط لأن حويصلته ضيقة مما خلق شنآنا مع المديريات الإقليمية وبعض رؤساء المشاريع بعد انعقاد المجلس الإداري؟!هل الترشيد هو ضعف تدقيق الحاجيات، بل من رؤساء المشاريع من يجلس في مكتبه ولم يجتمع مع فريقه الجهوي وبالأحرى مع رؤساء المشاريع الإقليمية لتحديد الحاجيات ووضع خطة لتنزيل ما برمج على علاته؟!
هذه الأسئلة تلخص ما يحصل بالأكاديمية في هذا الباب والجواب عنها مؤلم والخوض في تفاصيلها يدمي القلب.

كوز: خلق مناح تعبوي شامل.
يعد خلق مناخ تعبوي شامل بيت القصيد وهو الغائب المغيب في تدبير سوس مسة. فمن مقر الأكاديمية تعترضك الأجواء المشحونة التي تتفاقم يوما بعد يوم. رؤساء مصالح-خصوصا منهم المتورطين- غير مرتاحين كل واحد منهم يود المغادرة، وأن يفلت بجلده حتى لا تدهسه ماكينة المحاسبة التي تدنو من رقاب العشرات، إلى جانب ذلك تجد صراعات بين بعض رؤساء المشاريع داخل الأكاديمية وما بين الأكاديمية وبعض المديريات حتى أن منهم من لا يكلم أحدا. فكيف يمكن أن يتحقق التنزيل والتنسيق والتواصل والتعبئة، وداخل الأكاديمية فرق وشيع بكره بعضها بعضا، فهذا موالي للمدير والآخر يمقته ، وصنف ثالث لا يبالون بما يحصل التزموا الصمت وتركوا وضع الأكاديمية بمديرياتها يتآكل يوما بعد يوم، وليست لديهم رغبة في تقديم أي نصح أو توجيه، وحجتهم في ذلك ان لا يعقل أن يأكل الغلة مقربون ويستفيدوا من السكن والتعويضات وحتى من كعكة “المصالح والأقسام” التي تبين للجميع، بمن فيهم المدير، أن “القسمة ضيزي وأن الناس ما قادا على شاي غير التوجيه فقط، كما يروي. والباقي يضربون “الكورفي”، ويأتي يوم “التصوير” لتقديم ما أنتجه صغار الموظفين وضعافهم.

ويرى المختصون أن حال التدبير الإداري والمالي لا يتم بـالمكيجة. فما وقع يوم 22 مارس 2021 عرى كل شيء، وهرع من يعنيه الأمر إلى الرباط فربط الاتصال بالمستشارين والسياسي المعلوم من أجل التوسط له لعهدة جديدة ما بعد التقاعد بعدما انتهت صلاحيته كما أقرت بذلك النقابات في بياناتها.

وجدير بالذكر أن مساطر الشريفة للازينب العدوي رئيسة المجلس الأعلى للحسابات التي تعرف ما يقع في سوس مسة بتفاصيله، علي وشك أن تقصم ظهر من كانوا يتبجحون بأن لهم “نفوذ وليس لسلوكهم حدود”. حينها سينكشف زيف الكذب والهراء وستظهر الحقيقة، لأن ما يقتاتونه لا يدوم، وإن دام فهو لا ينفع.

بوتفوناست

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة