وصل وفد من كبار مسؤولي البيت الأبيض، بقيادة صهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، إلى العاصمة المغربية الرباط مساء الخميس، حيث عقد مُهندس ما يعرف بـ”صفقة القرن” لقاءات سرية رفيعة المستوى مع كبار المسؤولين بمنطقة الشرق الأوسط.
وكشفت مصادر متطابقة لهسبريس أن اجتماعات رفيعة المستوى جرت أمس الخميس بفندق “سوفيتيل” حدائق الورود بالرباط. وأضافت أن جاريد كوشنر، كبير مستشاري دونالد ترامب، التقى بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، الذي يوجد بالمغرب في زيارة خاصة.
وتزامنا مع التحركات العمانية لحلحلة الأزمة التي تسببت فيها إيران في مضيق هرمز، التقى كوشنر بالرباط أيضا يوسف بن علوي بن عبد الله، وزير الخارجية العماني. وكان كوشنر مرفوقا بذراعه اليمنى جايسون غرينبلات، والممثل الأمريكي الخاص لشؤون إيران في الخارجية الأمريكية، براين هوك.
وذكرت مصادر هسبريس أن لقاء كوشنر بوزير الخارجية العماني عرف حضور كل من سالم العميري، مستشار سلطان عمان المكلف بالنزاع الفلسطيني الإسرائيلي؛ ومحمد السفير بناصر الوهيبي، رئيس دائرة التعاون بوزارة الخارجية العمانية.
وتطرق اللقاء ذلك إلى المساهمة العمانية في خطة السلام الأمريكية بالشرق الأوسط، وكذلك تفعيل الوساطة من أجل حل تداعيات احتجاز ناقلتي نفط بريطانيتين في مضيق هرمز.
ويبدو أن الرباط قد تحولت إلى عاصمة دبلوماسية دولية لحل نزاعات الشرق الأوسط؛ فقد ذكرت مصادر إعلامية دولية أن لقاء كوشنر بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان كان يتوقع أن يكون في دولة الإمارات العربية المتحدة قبل أن يتم نقله في نهاية المطاف إلى المغرب.
وكشف مسؤول في البيت الأبيض، في تصريح لصحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، أن “الاجتماعات التي احتضنتها الرباط كانت مثمرة للغاية، وجاءت كمتابعة لورشة السلام من أجل الازدهار التي عقدت في البحرين”؛ لكن المسؤول لم يؤكد إمكانية مشاركة المغرب في محادثات “السلام” التي تحتضنها العاصمة الرباط.
وقبل حلوله بالرباط، كان كوشنر قد قام بزيارة إلى مصر بحث خلالها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مسار المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ومكافحة الإرهاب، والعلاقات الثنائية. كما التقى كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، الأربعاء بمدينة القدس، بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي.
اللقاء رفيع المستوى بالعاصمة المغربية الرباط يأتي تزامنا مع الزيارة التي قام بها يوسف بن علوي، وزير خارجية سلطنة عمان، قبل أيام، إلى إيران، لبحث آخر التطورات الإقليمية الجارية في المنطقة حاليا؛ وهو ما يعني أن الاجتماع السري لرئيس الدبلوماسية العمانية مع كوشنر بالعاصمة المغربية كان مناسبة لمناقشة تداعيات الوساطة العمانية لتفادي التصعيد الذي تشهده منطقة الخليج بين أمريكا وإيران، بحضور جايسون غرينبلات، المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، وبراين هوك، الممثل الأمريكي الخاص لشؤون إيران في الخارجية الأمريكية.
يشار إلى أن الملك محمدا السادس سبق أن استقبل في إقامته بمدينة سلا جاريد كوشنر، الذي حل بالمملكة شهر رمضان الماضي.
وأجرى العاهل المغربي قبل ذلك محادثات مع كوشنر همت تعزيز الشراكة الإستراتيجية القديمة، المتينة ومتعددة الأبعاد بين الولايات المتحدة الأمريكية والمغرب، بالإضافة إلى مناقشة التطورات في منطقة الشرق الأوسط.
وكان المغرب قد شارك في “مؤتمر البحرين” الاقتصادي، المنعقد في المنامة بدعوة من البحرين والولايات المتحدة الأمريكية، على مستوى تمثيلية ضعيفة تتمثل في إطار من وزارة الاقتصاد والمالية.