رحيل الفنانة أمينة رشيد مبدعة السينما والتلفزة

بلوس2427 أغسطس 2019آخر تحديث : منذ 5 سنوات
بلوس24
فن وثقافةمميز
رحيل الفنانة أمينة رشيد مبدعة السينما والتلفزة

بعد مسيرة إبداعية انطلقت أواسطَ خمسينيات القرن الماضي، التحقت الفنانة أمينة رشيد برفيق دربها الكاتب والإعلامي الراحل عبد الله شقرون، عن سنّ جاوزَ الثمانين بثلاثِ سنوات، تاركة لمحبّيها ذكريات قفشاتها ونخوتها وبسمتها على الشّاشة المغربية.

وعلى مدار أزيد من ستّين سنة من الوفاء للفنّ والإبداع، صارت الراحلة أمينة رشيد واحدة من أيقونات المسرح والتلفزيون والسينما المغربية، بعد وقوفها أمام كاميرا المخرج الفرنسي أونْري جاك، في عام 1955، وفق ما ذكره الناقد السينمائي أحمد سيجلماسي، قبل أن تعمل رسميا في “الإذاعة” ابتداء من عام 1962.

وتجدّد موعد الجمهور المغربي مع مسرحيّات وتمثيليات إذاعية كانت الراحلة صوتا من أصواتها المألوفة، توالت إلى أن فاقت آلافا ثلاثا، ثم ربط الصّوتَ بالصّورة ابتداء من عام 1963، الذي كان أولى سنوات مشاركتها في الأعمال التلفزيونية.

أمينة رشيد، أو جميلة بنعمر قبل أن تُعرَف باسم شُهرَتها، صارت مع توالي السنوات نجمة مغربية بعد مشاركتها في أعمال من قبيل “غدا لن تتبدل الأرض” الذي أخرجه عبد الله المصباحي، و”إبراهيم ياش؟” لمخرجه نبيل لحلو، و”سارق الأحلام” للمخرج حكيم نوري، فضلا عن أعمال ذائعة الصّيت مثل “البحث عن زوج امراتي”، و”للا حبي” لمخرجهِما محمد عبد الرحمان التازي.

ولم ينحصر صيت أمينة رشيد في جيل الاستقلال والجيل الذي تلاه، بل ذاع صيتها بين الأجيال اللاحقة مع أعمال سينمائية، من قبيل “كيد النساء” لفريدة بنليزيد عام 1999، و”فيها الملح والسكر أو ما بغاتش تموت”، و”ملائكة الشيطان” لأحمد بولان، و”القلوب المحترقة” لأحمد المعنوني، و”حجاب الحب” لعزيز السالمي.

وحلّت أمينة رشيد، بانتظام، ضيفة على شاشات المغاربة الصغيرة، بأفلام من بينها، على سبيل المثال لا الحصر: “النيّة تَغْلَبْ”، و”علّال القَلْدَة”، والعديد من مسلسلات كوميديا الموقف، والمسلسلات الدرامية، التي كان أبرزها مسلسل “رحيمو””.

ولم تكن الصّداقة التي جمعت الراحلة بالرّكح في أزيد من ستّين عملا يسيرة، فقد كانت أمينة رشيد نموذجا للنّسوة المغربيات اللّائي اقتحَمن عالم الفنّ والإبداع في السّنوات الأولى لـ”مغرب الاستقلال”، وتعايَشن مع نظرات “تعيب” عليهنّ عملهنّ، أو تنظر إليهنّ بريبة، كما سبق أن صرّحت الراحلة في حوار لها، قبل أن تشقّ طريقها مع زميلاتها وزملائها، فاتحة الباب بذلك أمام أجيال من المبدعات والمبدعين.

وارتبط اسم أمينة رشيد باسم زوجها الرّاحل عبد الله شقرون، بعدما جمَعُها مبنى الإذاعة، ثم بيت الزّوجية، فحياة بأكملها، كان ختامها هديّة من شريك عمرها، الذي سبق أن أدار الإذاعة وعمل مستشارا بوزارة الثقافة، هي توقيعه سيرة غيريّة عن مسارها، جاوَر أعماله التي وثّقت المسرح العربي، وشعر الملحون، وفنون الإذاعة.

ورافقت إبداعات الفنانة الراحلة احتفاءاتٌ، وجوائزُ، وأوسمةٌ، كان آخرها تكريما قرب مسقط رأسها الرّباط، بمهرجان سينما الشّاطئ في مدينة الهرهورة، شهورا قليلة قبل أن تسلِمَ روحها إلى بارئها، تاركة وراءها تراكما فنيّا يشهد على مرورها من أرض الناس هذه، ويشهد على مسار وطن، ومكنونَاته.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة