كلميم: أمام غضب وزير الصحة..المديرية الجهوية تُشرعن للريع وتفرخ الأشباح في تدبير مواردها البشرية!

بلوس2415 أكتوبر 2022آخر تحديث : منذ سنتين
بلوس24
صحة
كلميم: أمام غضب وزير الصحة..المديرية الجهوية تُشرعن للريع وتفرخ الأشباح في تدبير مواردها البشرية!


أثار انفجار قنبلة الموارد البشرية بمستشفى بويزكارن، في سابقة لم تشهدها الجهة من قبل، غليانا غير مسبوق في صفوف ساكنة منطقة بويزكارن، والمجتمع المدني، وخلف طوفانا من التساؤلات المحرجة، عن حجم، وطبيعة استفادة المسؤولين الجهويين الغارقين في سبات عميق، متجاهلين هذا الريع، الذي أزكمت الروائح المنبعثة منه، وأزعجت المسؤولين المركزيين بااوزارة، الذين ضاقوا درعا من تداعيات بؤرة مستشفى بويزكارن الصحية. فيما تسبب غض المسؤولون بالمديرية الجهوية لكلميم وادنون الطرف عن التلاعبات الخطيرة لمدير مستشفى بويزكارن، وتوأم روحه، رئيس قطب الشؤون التمريضية، الذي أغرق المستشفى في مستنقع ضحل، عنوانه التدبير بمنطق الضيعة. وقد بلغ السبات العميق للمسؤول الجهوي مستويات صار معها إصلاح الوضع المتأزم بمستشفى بويزكارن صعبا، ويتطلب عملية جراحية دقيقة، لاستئصال الأورام الخبيثة التي قوضت المنظومة الصحية محليا، وأزاحت قطار المستشفى عن مساره وسكته.

وترجع تفاصيل الأزمة الخانقة بمستشفى بوزكارن في شق منها، لعدم إعلان المناصب الشاغرة، وفتحها أمام المترشحين المستوفين للشروط للتباري بشأنها، في الوقت يقوم المدير محليا بتعيين مجموعة من الممرضين كرؤساء مصالح خارج نطاق ومقتضيات المذكرة الوزارية 4448 بتاريخ 1أبريل 2022. ويؤكد الواقع المرير للمستشفى ذلك من خلال تعيين ممرضة قابلة مقربة لدوائر الريع كممرضة رئيسة لمصلحة المستعجلات بشكل تحوم حوله شبهات كثيرة، وتناسلت حوله الكثير من القصص والتساؤلات، وهو وضع ينطبق على رئيسة المركب الجراحي، حيث لم يتم تعيينها بقرار جهوي، مما يوكد المحسوبية والزبونية، مما يستوجب فتح تحقيق مركزي معمق، وترتيب المسؤوليات حسب ما اثاره المتتبعون.

أفرز وضع الممرضة القابلة وتكليفها خراج المذكرة الوزارية بمهمة ممرضة رئيسة بمصلحة المستعجلات، ترك وحدة مابعد الولادة من غير أطر ومراقبة ليلية، وهو ما يجمع المرتفقون والمتتبعون والمختصون على كونه إخلالا مقصودا لوضع الحراسة الليلية بالمستشفى، وهو المعمول به في جميع المستشفيات بكل ربوع المملكة، وهو الوضع الذي كان قبل تعيين المدير الحالي، مما يعرض صحة وسلامة النساء الواضعات للخطر بتركهن بدون مراقبة ومتابعة بعد نهاية الدوام العادي على الساعة 16h30.



وتتأكد مظاهر الريع والمحسوبية جليا بمستشفى بويزكارن بشكل فاضح من خلال عملية تحريك وتنقيل ممرضة محسوبة على مستشفى كلميم، خارج سياق أية حركة تنظمها الوزارة بضوابط وشروط دقيقة، وخارج ضوابط وسياق عملية إعادة الانتشار الذي تنظمه مذكرات إدارية دقيقة، ويرجع ذلك حسب مختصين في الشأن الصحي ومصادر نقابية عليمة، إلى كون المستفيدة من هذه العملية الإدارية المعقدة التي تنبعث منها روائح الريع، زوجة صديق رئيس قطب العلاجات التمريضية الذي تربطه مصالح معقدة به، وسبق أن قدم شهادة ضد المندوب الإقليمي السابق لفائدة رئيس قطب العلاجات التمريضية، التي عجلت برحيله.

ينضاف لهذا الوضع الخطير، وضع أكثر سوادا وقتامة، يفضح ويكرس المحسوبية والزبونية. ويتمثل أساسا في إبقاء رئيس قطب الشؤون التمريضية على خمسة ممرضين في مصلحة طب الأطفال. يشتغل أربعة منهم بنظام الحراسة la garde (يشتغل واحد كل ليلة 12ساعة متواصلة ليستفيد من 36ساعة راحة) في تناوب مع نظام التوقيت العادي(من الساعة 8:30 إلى 16:30) في وثائق التدبير اليومي للمصلحة، لكن الواقع يكذب ذلك تماما ويفنده، بهذه المصلحة التي تدبر بمنطق الضيعة، وحسب أعراف رئيس قطب الشؤون التمريضية ومن يدور في فلكه ممن استأثر نعيم التشبيح، وهي أعراف دخيلة على المنظومة الصحية. حيث اتفق الممرضون الخمسة وطبقوا نظام عبثي أساسه التوافق خارج أية ضوابط قانونية ومساطر إدارية، في سلوك وصفته مصادر إدارية بالمندوبية الجهوية بالسلوك اللاأخلاقي الذي يؤكد استفادة الممرضين الخمسة من الريع على حساب واجباتهم المهنية، في استهتار خطير تام بصحة المواطنين، حيث يسجل كل ممرض من الخمسة حضوره بين الفينة والأخرى في ال 48 ساعة، ليستفيد بعدها من غنيمة ثمانية أيام من الراحة. وهو ما أثار حفيظة الساكنة التي تترد على هذه المصلحة بدون أن تجد من يستقبلها، وهو الأمر الذي يتستر عليه رئيس قطب الشؤون التمريضية لما يقارب الثلاث سنوات.

وتعالت أصوات الساكنة بويزكارن والنواحي، تستنكر هذا الوضع الكارثي بمصلحة طب الأطفال، خصوصا أن أحد الممرضين الخمسة (و.ا.خ) دائم الغياب عن أداء مهامه بالمستشفى، بينما حضوره منتظم ودائم بمقاعد الكلية بعين الشق حيث يتابع دراسته الجامعية بتخصص علم النفس، يتوفر الموقع على جميع معطياته وفترات اجتيازه الإمتحانات… وذلك على حساب منصبه الذي يتقاضى بموجبه أجره الشهري على عمل لايقوم به في الأصل(السحت)، مستغلا بذلك رفقة زملائه بذات المصلحة علاقتهم برئيس قطب الشؤون التمريضية. هذا وقد دلت إحصائيات دقيقة استقاها الموقع من المديرية الجهوية للصحة بكلميم، تفيد أن نسبة الاستشفاء بهذه المصلحة ضئيلة جدا، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام عما يقدم كمقابل لترسيخ هذا الوضع الخطير بمصلحة طب الأطفال، الذي يجسد التستر على الغياب الدائم لممرضين، ومخالفة لوائح الحراسة التي يتوفر الموقع على نسخها الريع في ابهى حلله، فيما تؤكد معطيات الإمتحان بكلية عين الشق مظهرا من مظاهر التستر المفضوح، دون تحريك أية مسطرة للتأديب في حق المتسترين قبل المقصرين المتستر عليهم من قبل المديرية الجهوية للصحة.

وفي المقابل فإن مصلحة الصيدلية المركزية لمستشفى بويزكارن تعاني من نقص حاد في الموارد البشرية، بعدما انتقل محضر الصيلية، الذي استفاد بدوره من تسهيل رئيس قطب الشؤون التمريضية انتقاله بدون تعويضه في عملية خطيرة سماها الممتبعون بتفريغ المستشفى من الأطر، وتفكيك بنيته الداخلية للتحكم فيها أكثر، في خرق سافر وفج للمقرر الوزاري للانتقال، ليحرم المستشفى من تعويضه كما حرم من غيره، مما عرقل تدبير مصالح عديدة، بعدم تمكين المصالح من العدد الكافي من الأطر لتغطية جميع طلبيات مختلف مصالح المستشفى، بعدما أقدم مدير المستشفى بتكليف ممرضة متعددة التخصصات بتسيير مصلحة الصيدلية المركزية، وإجبارها على القيام بخدمة الإلزامية بعد دوامها العادي، مما تسبب في عرقلة عمل العديد من المصالح نتيجة الضغط الهائل الذي يحاصر الممرضة المكلفة حاليا بالصيدلية المركزية، خصوصا بعد انتهاء دوامها العادي، في الوقت الذي تم فيه حرمانها من تعويضات الخدمة الإلزامية التي خص بها المدير نفسه رغم عدم قيامه بها، في وضع يسائل الحكامة، مع العلم أن القانون يمنع المدير وغيره من ازدواجية التعويضات، مما يسائل أدوار اللجان الجهوية والمسؤولين الجهويين الذين غضوا الطرف عن هذه الكوارث التي تستوجب فتح تحقيق معمق وترتيب الجزاءات.

وصرح مصدر مطلع أن مصلحتي التحليلات الطبية ومصلحة الاستشارات الخارجية بدات المستشفى تعانيان في صمت رهيب، بعدما عمد مدير المستشفى بإيعاز من رئيس قطب الشؤون التمريضية مؤخرا على تخصيص ممرضتين بكل مصلحة من هذه المصالح، وسطر لهن رئيس قطب الشؤون التمريضية العمل بالدوام العادي، إلا أن المرضى والمرتفقين يستنكرون اشتغالهن بنظام التوافق خارج أية مراقبة أو توجيه حيث تعمل كل واحدة منهن أسبوع بالتناوب بينهن، إلا أن هذا النظام عدلنه حيث تشتغل كل واحدة أسبوعا من الساعة 9h30 إلى الساعة 10:30 لتختفي عن الأنظار حتى اليوم الموالي، وهو الوضع الذي بدأت أطواره ومظاهره تطغو للسطح منذ يونيو 2022, في سكوت مطبق وتام لرئيس قطب الشؤون التمريضية الذي غظ الطرف وكرس هذا الوضع.

فيما أكد مصادر كثيرة أن وضع عاملات النظافة بالمستشفى لايقل قتامة، بعدما اقتصر المدير على تكليف منظفتين فقط لتنظيف جميع مصالح المستشفى نهارا، وتحميلهن ما لاطاقة لهن به، وهو نفس الوضع الذي تعاني منه المشتغلات منهن بالدوام الليلي لتغطية نظافة المستشفى الشاسع.

فيما صارت خدمات المطبخ مجالا خصبا للسخرية، ويضرب بها المثل في الاستهتار ورداءة جودة الوجبات المقدمة، الذي يعكس طريقة التعاقد مع الشركة المكلفة بالمطعة، وطاقمها الذي يؤكد المختصون عدم تلقيهم أي تكوين في الطبخ أو حصولهم على دبلوم فيه، وهو ما يؤكد عدم توافق الوجبات المقدمة بمستشفى بوزكارن لدفتر تحملات وقائمة الوجبات التي يعدها أخصائيون في الحمية والتغدية المركز الاستشفائي الجهوي، وفي ظل غياب الإختصاصية في التغدية بمستشفى بويزكارن، بعدما تم ترحيلها وعدم تعويضها بعد انتقالها، مما فتح الباب أمام تلاعبات خطيرة، ليس آخرها عدم تقديم الوجبات للممرضين كما هو منصوص في الترسانة القانزنية والمسطرية التي تؤطر العملية.

ويبقى السؤال المطروح حسب فعاليات مدنية بالمنطقة، متى ستتدخل الوزارة وأجهزتها الرقابية لتصحيح هذه الوضعية الكارثية، بعدما دست المديرية الجهوية رأسها في رمال الإهمال والاستهتار، وآثرت السكوت والتستر على وضع ينذر انفجاره بكوارث غير محسوبة العواقب والنتائج؟!

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة